اكثر اهل النار

لكن الحقيقة ... انا حاب اناقش موضوع ثاني.. موضوع الحديث النبوي الشريف التالي:

" أيتها النساء تصدقن فإني رأيتكن أكثر اهل النار تكثرن اللعن و تكفرن العشير وتجحدن الإحسان " ووضح صلى الله عليه وسلم مسألة كفران العشير هذه حين قال ان الرجل يحسن اليها طول العمر ثم تجد منه أمرا فتقول " ما رأيت منك خيرا قط"

والحقيقة لطالما استوقفني هذا الحديث وقد فكرت فيه طويلا. لكن الحق و جدته شديد الصحه من الناحية الاجتماعية. وهذا بالمناسبه ليس رايي و لكن ملاحظاتي.

لنبدأ بتحليل المعاني لغويا في البداية: فاللعن حسب ما جاء في "مختار الصحاح..

اللَّعْنُ الطرد والإبعاد من الخير وبابه قطع و اللَّعْنَةُ الاسم والجمع لِعانٌ و لَعَناتٌ والرجل لَعِينٌ و مَلْعونٌ والمرأة لَعِينٌ أيضا و المُلاعَنَةُ و اللِّعانُ المُباهلة و المَلْعَنةُ قارعة الطريق ومنزل الناس وفي الحديث {اتقوا المَلاعِنَ} يعني عند الحَدَث ورجل لُعْنَةٌ يَلْعن الناس كثيرا و لُعْنَةٌ بالسكون يلعنه الناس

و من ملاحظاتي العديدة والمتكررة و هي ليست احصائيات علمية طبعا. وجدت ان اصل الامر متعلق بطبيعة المرأة حيث انها تتجنب العنف. فتلجأ للسب واللعن والإهانات. الصراحة، هذا افضل -من وجهة نظري- من الشجار واللكمات والشفرات و ضرب الأمواس والأسباب معروفة طبعاً. لهذا السبب اعتقد ان الامر اكثر منه في النساء من الرجال. اكرر مرة اخرى انه هذا مجرد تحليلي الشخصي و ليس بالضرورة حجة على الحديث الشريف. كما انه بالطبع لا يهين المرأه ولا ينقص من قدرها طبعا فقد خصها الرسول الكريم دلاله على مكانتها و تحذير من العادات الإجتماعية الضارة التي قد تكون هي معرضة لها اكثر من الرجل

اما "تكفرن العشير" فقد قام الرسول الكريم بتوضيحها. لكن احب ان ازيد الإيضاح بأمثلة حقيقية شهدتها بنفسي.

لي صديق متزوج من سيدة فاضلة والحمد لله لا غبار عليهم ابدا. لكن من حين للآخر تحدث بعض المشاحنات فأجد عدة جمل تتكرر و باستمرار غريب. و بالمناسبة هذه الجمل سمعتها تقريبا من كل امرأه متزوجة عرفتها في حياتي:

الغريب، ان تقريبا كل النساء المتزوجات اللي بعرفهم و بعرف ازواجهن عندهن بيوتهن المستقلة، سياراتهن الخاصة، حسابهم البنكي الخاص ، بطاقات ائتمان ازواجهم، بيوتهم فيها كل شي من كل مستلزمات الحياة، وبيسافرو عند اهاليهم على الاقل مرتين بالسنه غير الرحلات السياحية والطلعات وشمات الهوى ، غير انه الزوج كمان متكفل بكل المصاريف التعليمية، والترفيهية من كوافير و مكياج و دروس بالجامعة، وطبعا ما في الا هدايا رايحة و هدايا جاية بمناسبة ومن غير مناسبة.. ببساطة مش ناقصهم اشي

لكن مع كل الذي ذكرته، لا زلت اسمع نفس الموشحات ، اعتقد انه لا يوجد دليل اكبر.

أما الجزء الاخير: تجحدن الاحسان: فهذه والله شهدتها ايضا، لي صديق مقرب تزوج من سيدة وانجبو و طبعا لم يبخل عليها بشيء، فاتمت دراستها الجامعية (في امريكا على حسابه) وعندما انتهت طلبت الطلاق. و كلما كلمناها قالت: ما صرف علي اشي هاده من شغلي. بس يا بنت الحلال انتي اشتغلتي بعد ما خلصتي! لكن لا حياة لمن تنادي. يا بنت الحلال افنى عمره في سبيلك، لأ عمره ما عملي اشي. المهم نكران الجميل كان واضح جدا فهو اصلا ما كان واجب عليه تعليمها لكن لم يقصر بدافع الحب طبعا. و انا اعرف لانه مرات كان يقترض ليدفع اقساط جامعتها (و لا يزال يدفع). المهم .. هذه طبعا قصة من آلاف مشابهه

الغريب، ان الحديث و بايجاز شديد، و بلاغة مذهلة قدر ان يجمع هذه المعاني، فسبحان الله الذي انطق النبي الامي.. و لا ينطق عن الهوى، ان هو الا وحي يوحى

في المرة القادمة انشاء الله سأتكلم عن حديث مناقب الزوجة الصالحة. رب ارزقها كل مشتهي وبارك في كل راغبة في حسن طاعتك. اللهم اغفر لي و لوالدي و اهلي و لكل التوابين، و تب اللهم على عبادك انك انت التواب الخبير