بس لأنّي طيّبة

بصراحة سمعت هذه العبارة خلال فترة اقامتي في عمّان لدرجة غير طبيعية .. سمعتها اكتر من كلمة "ولا اشي"

بصراحة بالنظر الى الاسباب، هي بالعادة اي شيء غير معروف و تعزوه المسكينة ل"طيبة قلبها" و التي هي السبب الاول و الاوحد لكل المشاكل.

احب احيانا ان افكر في فرضية اخرى، ماذا لم لم تكوني طيبة القلب؟ هل كانت الامور ستختلف؟ هل كان العريس سيبقى؟ او المدير لن يتجاوزك في الترقية؟ او الحقراء في الشارع لن يعاكسوكي؟ او سيكون حظّك اوفر في الراتب؟ او التحصيل العلمي او ... او  ... او...

سؤال اخر يتبادر الى ذهني وهو، مالذي كنت ستفعليه ان لم تكوني طيّبة؟ هل ستلاحقي الاشرار بالسيف على طريقة اوما ثرمان في "كيل بيل"؟ او ستقومي بتأجير خمس صعايدة ليقوموا بضرب الظالم كي يتعلّم درسه؟ في الغالب .. لن تفعلين شيئا... و سبب الفشل يعود الى فشلك و الاستهانة بخطورة الوضع اكثر من اي شيء آخر..

الصراحة، برأيي المتواضع، فالشعب بغالبيته في الأردن يعاني من وباء من الامراض النفسية على مستوى الامة بأسرها. فمن يشكوا من سوء اوضاع المرور يكاونوا اوّل من يخرق القوانين. كما ان نظرية "كل شيء مباح ان لم يعلم به احد" سارية في كل مكان. من المدرسة، للشارع، للمول، لسكن الطالبات و دور العلم و الدين.

قبل ان نلوم القدر، و "طيبة القلب" علينا جميعا ان نتعلّم النقد الذاتي و ان كل ما يحدث اليوم هو نتيجة ما حدث الامس و اليوم السابق .. و الذي قبله و علينا جميعا و بموضوعية و شفافية تحليل اخطاءنا الخاصة و معرفة اسباب الفشل النابعة من داخلنا و كنتيجة تصرفاتنا

الطيبة لم و لن تكون ابدا سبب الفشل. انّما قلّة العقل فأثرها دائما و ابدا ... الفشل