كانوا و كنّا أطفالا

في المدرسة كانت الهواية التسلل و شراء الشوكولا من فتحة في الجدار الخلفي للساحة!أجل، يصّر الأطفال على فعل ذلك ربما كانت رغبة منهم في كسر الممنوع أو إصرارا على مساعدة العجوز المريض الذي يقبع في الغرفة المجاورة للمدرسة.. فلم تجد غرف الفئران نفعا مع هؤلاء الأطفال ..فهم يعرفون بأن الأطفال لا تؤذي بل تقدّم مثلثات الجبن الصفراء مثل "جيري".

ينتظرون الساعة الرابعة، فهي الموعد الموّحد المخصص لهم حيث تباشر محطة التلفاز الوحيدة برامجها ببث مسلسلات الكرتون، جميع الأطفال يشاهدون زينة و نحول بوقت واحد ليتعلموا جمع العسل بالتفاني و محبة الاخرين.

تخرج النحلات الآن إلى اللعب و لا شيء غير اللعب، حتى يرتدي المساء ثياب النوم ليتحلّقوا و يرووا الحكايات عن صاحب القدم المقطوعة الذي يفتش عنهم و عن مغامرت الأشباح أثناء التهامهم ساندويشات الزعتر البيتية مع قطع الخيار الطازجة.

أما يوم الخميس فهو حكرا لطقوس أخرى، يذهب الأطفال لبيت الجد بالرغم الأدراج العديدة التي سيصعدوها، لكن لا بأس إذا كان الجدّان سيستقبلونهم بالدفء و الكثير من البسكويت المحلّى!

و كعادة كل الأطفال يرون كل ما في بيت الأجداد ذا نكهة مختلفة، الجبن..الشاي..الموز..حتى افتراش الأرض للنوم. و لا يفلح الوالدان في إقناع أطفالهم بأن لديهم سرير في البيت عليهم المبيت فيه، فيفوزون دوما "بكره الجمعة خلينا ننام عند بيت جدّو يا بابا!" ولك أن تتخيل العراك الذي سيحدث ليتنافسوا من سيرتدي فروة الجد الصوفية!

أيامنا اليوم أسهل لكن ليالي زمان أجمل..

Red Rose