ايام العيدية

الله يرحم ايام الطفولة و البراءة...

كنا نصحى الصبح بكّير.. نلبس اواعي و كندرة العيد واللي احنا شارينهم و ممنوع نلبسهم من اول رمضان.. و بعدين بنروح على صلاة العيد.. و نرجع نركض عالدكانة بعد ما اخدنا العيدية من بابا و ماما .. و طيران نشتري مسدس العيد و طقيع كتير ... فعلى مدى الايام الثلاث القادمة ... رح تشتعل حرب شعواء... مسدسات .. بواريد... طقيع ... فتاتيش.. مسدسات مي .. صوارخ بتصفّر.... كل انواع الاسلحة المحرمة دوليا

بعدين... بنطلع الجولة العائلية ... لازم نزور كل الاقارب و الحبايب .. و ناكل كل انواع الكعك .. كعك سادة ..كعك بسميد.. كعك منقوش .. معمول بالفستق، والجوز و التمر .. و اللي علية سكر مطحون ... يم يم..

وبعدين، القهوة السادة بالهيل اللذيذ ورائحتها معبية البيوت من اول ما ندخلها (واللي احنا ممنوع نشربها و احنا صغار)..

و لسة بدهم ايانا نقعد و نتغدى ... والله ما في محل للأكل... و طبعا طبخات العيد اشي غير شكل.. كل الأكلات الغير محببة و بتعطّش برمضان.. مسموح اكلها بالعيد..

بنستنّى الليل ... علشان رح ييجوا الناس عنّا ... طبعا .. عارفين ليش  علشان العيدية .. و نزعل كتيييير اذا كنا بنلعب برة و اجو ناس و روّحوا و ما تركوا العيدية مع ماما

طبعا لما عمّو يمد ايدو بالعيدية لازم ما نرضى بالاول (و بنكون ميتين خوف يرجع بكلامة) و بنطلّع بالبابا كأنّنا بناخد اذن .. بعدين هو يا بيحرّك راسو بالرضى... او بيقول خود من عمّو .. طبعاً كلّو طالع من جيبو الله يكون في عونه!

امّا هاي الايام... بعد ما صرت انا العمّو .. و صار عندي بنات اخوات و ابناء اصدقاء و ابناء ابناء عم ... و صار الصغار يركضوا علينا لما نزورهم، و احنا ولا حد معبّرنا بعيدية! لا و الابلى ان الرجال المفروض يعيّد اخواته و امه و صلات رحمه! يا حبيييبي!!!

الله يكون في عونك يا ابي... صارلك سبعين سنة بتعيّد و بتقوم بالواجب... بس ياللا... ها نحن على الدرب، سائرون.. الحمد لله انّك علّمتنى الاصول.... انشاءلله رح اكون زي ما علّمتني .. بس في الوقت الحالي ... الغربة نعمة