وينك من زمان؟

نمر بشخص عظيم... كريم... مريح... شديد الجاذبية ... طيب .. و له اشد الوقع في انفسنا! ننجذب له كما تنجذب الفراشة الى لهب شمعة

احاول مرات استيعاب امور في الدنيا و افشل في ذلك، كنت اظن و انا صغير انني عندما اكبر سأعلم سبب كل شيء و سر كل شيء. و سيكون عندي اجابة لكل سؤال. و لكن كلّما سألت، زادت حيرتي، كلمّا عرفت، زادت اسئلتي.

هناك اشخاص نتمنى لو اننا عرفناهم من قبل.. نتمنى لو اننا لم نقضي اياما في حياتنا بعيدا عنهم.. نتمنى لو اننا على قدرة ان نعود بالزمن الى الماضي ... لنغيره، و نرشد انفسنا الى هذا الشخص او ذاك...

شخصية .. غريبة، و مثيرة .. فجرت في بعض الكلمات...

مررت بعطر حمامة،
في البعيد لها موطن
حملتني على جناح الهوى
كمن تنهد عميقا بعد الغرق
قد زارني طيفك ثانية
بدد عتمة القبر بضوء القمر
ينير لي بصيرتي
بأحلام و اوهام تتحدى القدر
همسات معطرة
تمحوا عذاب السهر
و بريق لحظ متألق
متوهج بضوء الامل
جواهر تفيض بحرا
من عقل صقله رب البشر

الصراحة... التعامل مع الحياة بأشكاله امر شديد التعقيد و الصعوبة... كثير يقولون "هوّنها بتهون" لكن هل هذا شيء حقيقي؟ لا اظن ذلك

الحب حالة من حالات الالم! هو كحالات المادة صلبة، سائلة، غازية [و بلازما].. فحالات الالم كثيرة ... فالحب الم... و الكره الم... و الميلاد الم .. و الموت الم.. و كل شيء في الحياة تقريبا عبارة عن نوع من الالم..

عبارة غريبة، لنتفحصها... الالم هو نوع من التيارات العصبية التي تصدرها الاطراف العصبية في الاصبع مثلا للتنبيه؛ هذا حار، بارد، حاد ...  و بالتالي العقل هو الذي يحلل ما تعني بالنسبة له.. هل هذا الشعور محبب؟ ام مكروه؟ اذا كان محبب شعرنا بشعور جيد.. و اذا كان غير محبب شعرنا بشعور سيء

وهكذا حبنا للناس، هو الم نفّسره كما نحب، اما حبا .. او كرها ...

لكن ان مرّ عليك ذلك الشخص الذي ما ان تحس به، تحس بألم منه محبوب... و قد افنيت عمرك في البحث الدؤوب.. ثم تجده... ليكون اول ما تعاتبه به ... هو .. وينك من زمان؟