مين بيربي مين؟

طبعا انا لم اخفي سعادتي الغامرة من التطور الغريب والمفاجيء لصديقي. لكني ايضا لم اخفي استغرابي من الحدث الغير متوقع

كثيرا ما تناقشت انا و صديقى في امور الدين و الدنيا، و كثيرا ما ابدى لي و بكل صراحة و وضوح انه "غير مقتنع نهائيا بالصلاة" و انه "لا مانع من شرب الكحول باعتدال بطريقة اجتماعية" 

الحقيقة اختلفنا كثيرا و لم نتفق، لكنه كان شاب على خلق، حقيقةَ. و متزوج من فترة بسيطة بفتاة ممتازة والحمد لله

رزقا بصبي من عندة سنوات و ماشاءالله كل شيء في حياتهم ممتاز و ميسّر من توفيق رب العباد.

لكن كانت الصدمة وجود صديقي في المسجد، و الصلاة بالتزام شديد.. كيف حدث هذا؟ "لله في خلقه شؤون"، "انك لا تهدي من احببت ان الله يهدي من يشاء"

بحرج شديد سألت صديقي بعد ان اثنيت على التطور الرائع، كيف حصل هذا؟ الم يكن يقول انه لا يمكن في يوم من الايام ان يسجد لرب العباد.. تساؤل طرحته عليه (بعد العشاء خوفا من ان يطردني قبل ان نأكل)

ابتسم صديقي و قال، "هو ولدي يا قويدر"! استغربت، كيف يكون لصبي لم يتم الرابعة هذا التأثير على رجل؟ و ابديت دهشتي و شكي بأنه قد يكون يسخر بي، فهو من النوع المحب للمزاح

اجابني ثانية: ولدي يكبر، و انا قدوته، فأي قدوة اكون ان لم احضه على الصلاة و مخافة الله و طاعته؟ مالذي سيذكره لي من بعدي؟ بسببه انا متحمس لأكون افضل ما يمكن ان اكون في حياتي، انا متحمس ان اكون على الخلق الذي احب ان اراه فيه..

سررت والله لكلامه، فسبحان الله كيف يسبب الاسباب و يرضى عن العباد