بصراحة الأغنية قمّة في الروعة، مؤثّرة جدّا و تتحدث عن قضية جدّية و ربّما لم تطرح من قبل..
لكن خلف كل الكلام المنمّق، و الألحان الحزينة المؤثّرة و حتى استخدام الكليشيهات الشهيرة في وصف الرجال بالقسوة. ووصف احساس الأم و التضحية و بقيّة الشعارات، فالقصة لا تعدو كونها عبارة عن ردح علني راقي جدّا و على اعلى مستوى. لدرجة ان روتانا ذاتها اذاعت الأغنية لايف، مع انّها مسجّلة في استوديو. و لا اعلم ان كان لروتانا مآرب اخرى من وراء اذاعتها بهذه الطريقة!
على العموم استمتعوا معي بأفضل ردح سمعته في حياتي، ردح من الجودة بمكان انّه قد يفوق الكثير من المديح!
و أتسائل، من يقاوم امرأة جميلة، ترثى حظّها العاثر، و غدر الزمان، و ظلم الحبيب؟
القضية ليست قضيّة امرأة حرمها زوجها القاسي المجرم من فلذة كبدها. شيء نسمع عنه في كثير من الأفلام و المسلسلات العربية. حتى اضحى هو الشيء الشعائع و الطبيعي و المعروف! المرأة يلقى بها من النافذة و الرجل الأناني قاسي القلب يحرمها من ابنائها! اليست هذه هي الصورة؟
لكن في الحقيقة، فالشرع الإسلامي و القانون المدني في كل دول العالم و بدون استثناء تقريبا يمنح المرأة حق الحضانة الكاملة و بدون منازعة. فما الجديد و العجيب في حالة نوال الزغبي؟ و هيفا وهبي و الطبيعي في حالة راغب علامة؟
ان لم تدرك العلاقة بين الثلاثة، فهم ثلاثتهم "حُرموا" من حق حضانة اطفاهم (في حالة نوال الزغبي على ما يبدوا استبقت حدوث الشيء بالفعل وقامت باستدرار عطف الجماهير لها بطريقة رائعة و مبتكرة). لكن الحقيقة ان المرأة لا تخسر حضانة اطفالها الا في حالة واحدة... زواجها من رجل غير ابيهم! و ليس هذا المهم، لكن المهم هو "لمن تخسر الأم حضانة اطفالها؟". اذا اعتقدت انها تخسر الحضانة لصالح زوجها تكون قد اخطأت! فالحضانة بعد الأم لأم الأم. و من بعدها لأخت الأم ثم لأم الأب (و ليس للأب) من بعد كل هؤلاء تؤول الحضانة الى الأب.
الا طبعا اذا كن اسم الأم نوال الزغبي او هيفا وهبي. حتى راغب علامة بكل امكانيّاته، و بكل قدراته، لم ينجح في الحصول على اكثر من يوم واحد في السنة ليرى فيها ابنته!
انا كرمالن ضحّيت... بشو؟ بمستقبلك الفني مثلا؟ سيّدة نوال القضية ليست رجولة، انّما انظري الى نفسك و اسأليها، هل انتي كفء لتربية و تنشئة اطفال تنشئة مستقرّة، صالحة و مناسبة؟ التفتي الى مستقبلك الفني و الأضواء و المعجبين احسنلك! و ابعثي ابنائك الى والدهم مع رسالة شكر انّه تحمّل مسؤليّتهم نيابة عن امّهم المشغولة بحفلاتها و رحلاتها و معجبيها و اصدقائها الأثرياء. و دعي عنك الردح، عيب. سيكبر اطفالك يوما و سيسمعون بآذانهم كلماتك عمّن "علّمتيهم حبّه".
Memories....
There have been no comments made on this article. Why not be the first and add your own comment using the form below.