مآسي صلاة الجمعة

لصلاة الجماعة و الجمعة بالتحديد آداب معروفة. فالصلاة شيء روحاني جميل، يوثّق علاقة الإنسان بخالقه و يذكّر الإنسان بما غفل عنه في ضوضاء الحياة المعاصرة. و تذكرة بشرع الله. لكن للأسف، يَحزُنُني ما ارى كلّما قصدت المسجد لأداء فريضة الصلاة و بالأخص صلاة الجمعة.

في البداية، على الإمام التواجد قبل الكل! و هذه من البديهيّات، حتى يقع على تجهيز المكان و يتأكد من سلامة و مناسبة المكان، يعني ببساطة، يتفقّد احوال الرعية!

كما ان على الإمام الرأفة بحال المصلّين. فمنهم المريض، و منهم الكبير من لا يقوى على الوقوف او السجود طويلا. او حتى على الحفاظ على وضوئة لفترة طويلة. فعليه ان يرأف بحالهم و يرحمهم و يقصّر من الخطبة و الصلاة. و لا يستحب الإطالة في الصلاة و لا الإطالة في قراءة القرآن في الركعات فدفع الضرر مقدّم على جلب المنفعة. و الكثرين يفقدون خشوعهم بسبب اطالة الإمام للركعات او اسهابه في الآيات بدلا من اختيار قصار السور او بضع من الآيات

على الإمام ان يحرص الا تطول الخطبة عن 15 دقيقة، و الصلاة من ركعتين عن 4 دقائق، رأفة بحال العباد. فالعمل ايضا عبادة و خاصة بالنسبة لمن عطّلوا اعمالهم للصلاة فعلى الإمام الشعور معهم و التخفيف عليهم ما امكن، فاكثيرين يعزفون عن صلاة الجماعة و الجمعة تحديدا بسبب طولها.

على المصلين ايضا اتّباع آداب الصلاة. فالصلاة تنهى عن الفحشاء و المنكر و تحث على الخُلق الجيد و حسن المعالة.

من اراد الصلاة في الصف الأول، عليه الوصول باكرا، فلا يجوز له تخطّي الرقاب ليحصل على اجر الصف الأول، بل تزول حسناته بتخطّي رفاب اخوانه. ومن وصل متأخرا فلا بأس عليه ان يجلس في اقرب صف. و لكن بلا تزاحم. و بدون "صديقي حجز لي هذا المكان"

سيمات المسلمين المصلّين الطهارة و الريح الطيّبة. و لا يجوز يعني الحضور الى الصلاة بدون وضوء و بدون مراعاة ابسط قواعد النظافة. فالوضوء ارفع مرتبة من النظافة، و ان دلّت رائحة شخص عليه، وجب عليه الإغتسال فلا يلقى احدكم ملكا او اميرا بدون ان يلبس افضل ما عنده! فما بالك بملك الملوك؟

لا يجوز التدافع عند الحضور او عند الإنصراف، فهذه تذهب حسنة الجماعة، كما تأكل النار الحطب!

لا يجوز الكلام، و لا التسبيح، و لا ارسال الرسائل القصيرة اثناء الخطبة! و كل هذا يعد من اللغو. حتى ان قال احدهم لصاحبه "صهِ" فقد لغى!

عند ايقاف سيّارتك اخي المصلي او المصلّية، لا يجوز ابدا في اي حال من الأحوال اغلاق الشوارع، او مخالفة القوانين! فالفرد يصلّى امتثالا لأوامر الله، و هو امرنا ان نعامل الناس كما يحب ان يعامولونا! فلا يجوز اغلاق الشارع او الموقف لأن احدنا "تأخّر".

اذا وصلت اخي المصلي بعد الركوع الثاني من صلاة الجمعة، لا تجوز لك الصلاة ركعتين، و عليك اتمام صلاة الظهر اربع ركعات كاملات.