الإجرام على الإنترنت... الحقونا

المشكلة، مشكلة ارقام!

لا تستطيع مراكز الشرطة، مهما تقدّمت تكنولوجيا ان تقتفي اثر ملايين من المجرمين. فالمهمّة مستحيلة. على عكس عمليّة تتبع ناشري الأفلام و الأغاني ذات الحقوق المحفوظة و التي تدعمها شركات كبرى من مصلحتها ضرب العبر من المراهقين الذين قاموا بتحميل و نشر هذه المواد.

امّا المجرمون الفعليّون، فمن الواضح مدى ضلوعهم في مجال التكنولوجيا المتطوّرة، فهم اوّلا مدفوعون بإغراء المال و الثراء السريع من طرق غير مشروعة. كما انّه من الواضح ان لهم شبكات متشعّبة حول الأرض تقوم "بتبييض" الأموال المسروقة بكل طرق الإحتيال عن طريق الإنترنت. حتى ان بعضهم ينشر حزم ترويجية لمواقع الإحتيال. حيث يقوم "نووب"(وهو اسم يطلق على المبتديء) بتحمييل هذه الحزم على اي موقع (او حتى على جهازه الشخصي) ليقوم بسرقة ارقام حسابات و تفاصيل عملاء البنوك. في حين ان "العقل المدبّر" يكون قد فخخ الحزم التي يورّج لها ليضمن نصيبه من عملية النصب.

ردة فعل ساذجة..

لمواجه خطر تنامي هذه المواقع، قامت بعض البنوك الكبرى و مواقع التجارة الإلكترونية بتتبع و محاولة مقاضاة بعض المواقع في بداية ال2002. و في نهاية ال2004 اكتشفت فشلها الذريع في وقف طوفان المواقع. و لجئت في نهاية المطاف الى شركات متخصصة، هدفها الأول و الأخير ملاحقة المواقع، و التبليغ عنها، و اغلاقها.

و نجحت هذه الشركات في انشاء شبكة علاقات خاصة قادرة على مقاومة و ابطاء و تقليص جانب الربح بالنسبة للمحتالين. و بدأ بذلك سباق التسلح على طريقة الحرب الباردة... فلكل هجوم رادع، و لكل دفاع سلاح مضاد في لعبة قط و فأر بعرض الشبكة العنكبوتية

شويّخ من ارض مكناس...

كل الدلائل تشير الى ان العقل المدبّر لأحد اخطر المصادر هي عصابة الكترونية في المغرب. طبعا لا توجد ادلّة كافية لإثبات هذا الكلام، وبالتأكيد ان من يملك هذا القدر من الذكاء و التخفي، قادر على الإيحاء للعالم انّه موجود في اي مكان يريد. في حين انّه يجلس على احد شواطيء هاواي، يصرف اموال السذجاء ببذخ و يعيش عيشة الملوك من تعب، و عرق، و سذاجة العالم

لكن من المؤكّد ان التخطيط و التنظيم لا ينقص هذه العصابة. بل لهم القدرة السريعة على المناورة و التطوّر لمجابهة اي نوع من الأخطار. بالإضافة الى قدرتهم على "تصريف" الغنائم و بسرعة.

اكبر من الشرطة، اعمق من الإنتربول، اسرع من لمح العين.. انّه.. المتصفّح الحديث...

في مواجة الأرقام التي ترعب اكبر مركز شرطة، اخذت المتصفّحات الحديثة جميعها على عاتقها حماية المستخدم. و هو شيء محمود و جميل جدا. فيمكنك استخدام فايرفوكس، مع اضافة "نيت كرافت" لمساعدتك ضد هذه المواقع. او بإضافة AVG لتساعدك ضد البرامج الخبيثة. و كذلك الحال لمتصفح كروم، سفاري و انترنيت اكسبلورر. مع العلم ان دراسة حديثة اثبتت قدرة المتصفحات الحديثة على حماية المستخدمين.  و بنجاح كبير. لكن على المستخدم ان يحافظ دائما على جهازه في احسن حال، و مزوّد بآخر التحديثات. (انصح بسيكيونيا، لتساعدك في الحصول على احدث الإصدارات دائما، و لأي من البرامج المثبتة على جهازك)

انّنا لا نعلم، ما لا نعلمه

كلمات غريبة، لا تجوز ان تصدر عن اي عالم. لكن ان صدرت، فهي ناقوس خطر يدق في الأذهان. المصيبة اكبر مما نعي. و قدرتنا على قياسها محدودة. فالحذر الحذر!  و لتعلم ان 1 من كل 40 تحميل على الإنترنت، مليء بالبرامج الضارة..

و كل هذا ... قمة جبل الجليد!