من الآخر.. البعبع يصفي حسابات الكل

من وجهة نظر اردنية، هذه هي الفرصة الحقيقية لرد ما قيل فبل فترة عن تواطؤ حماس ضد النظام في الأردن، او محاولة تهريب بعض الأسلحة عن طريق الأردن. و ما تبع ذلك من معارك كلامية بين مشعل و الحكومة الأردنية. طبعا بجميع الأحوال، وجود منظمة على هذا القدر من الفعالية، و امتداد جماهيري داخل بلد مثل الأردن كافي لأن يقض مضجع الحكومة، واجهزة الدولة و الجيش. بالضبط كمسألة حزب الله و لبنان. الا ان حماس و قياداتها خارج السيادة الأردنية. فمن المفضّل زوال شبح هكذا تنظيمات عن طريق الإستعانة بالبعبع الأكبر في المنطقة. بالإضافة الى ان حماس بشكل عام على علاقة طيّبة مع ابعاد -لم تعد- صديقة للأردن مثل شيعة لبنان (حزب الله) و شيعة العراق و ايران. فموقف الأردن من الشيعة واضح، و مؤسف.

من ناحية امريكية، فالوقت مناسب جدا. فالجميع مشغول بالمشاكل الإقتصادية، كما ان الفترة الإنتقالية تسمح بضياع المسؤولية بين بوش و اوباما. كل يلقي بالمهمة على الآخر كأن لا شيء يحدث الآن. كما ان الجميع مشغولون بالأعياد. فحتى مسألة التعاطف مع شعب اعزل يتعرض للإبادة و التجويع و العقاب الجماعي على يد رابع اقوى جيش في العالم غير واردة. و كل ما يهمّه هو حفنة "المدنيين" الذين يتعرضون للإرهاب في اسرائيل. امّا مئات المدنيين الفلسطينين فلا ثمن لهم

من جانب آخر، عملة تصفية حماس، تعني للحكومة الأمريكية ازاله احدى المنظمات التي على لائحتها للإرهاب، بعد التململ الواضح من الإتحاد الأوربي تجاه موقفهم من حماس. فتصفية حماس تحرق نقطة الخلاف و تزيلها، و يعود الجميع اصدقاء بعد هذا

امّا من ناحية اسرائيلية... فهذه هي الفرصة و قد سنحت لاستعادة هيبة الجيش الذي لا يقهر بعد الهزيمة النكراء التي مني بها في جنوب لبنان على يد حزب الله.

يعني باختصار، العملية تصفية حسابات قديمة ... و حتى تستقيم "الحسبة"، على إسرائيل ان تفعل كل ما بوسعها للوصول الى حماس و الفلسطينيين.

ملاحظة، الرجاء عدم الإعتقاد انّني القي باللائمة على الدول العربية. لكن احببت ان اوضّح ان ما يحدث يصب في مصلحة معظم الدول العربية و الأجنبية. فلا يوجد دافع او اي نوع من الحوافز لإيقاف هذا الهجوم الدموي