عُهْرٌ على الهواء

لا اعلم ان كان المشاركون حقيقيون في هذه البرامج، لكن المشاكل مشتركة مع كل المجتمعات المتحضّرة. و الكثيرون يمرّون بعلاقات ناجحة و فاشلة و العض يستمتعون بمشاركة الأغراب بمشكلاتهم امّا من باب الـ"فضفضة" او من باب حب الدردشة و البوح.

لكن الأسوء في كل هذا الموضوع، هو المتّصلات و الاتي لا تعلم ماذا دهاهن! اصواتهن كأن الواحدة منهن تعاني من اشد حالات الشبق و الوله و الهيام و العشق. كأنّها على وشك الموت من سكرة العشق. و الله احيانا اشفق عليهن. لكن لا اعلم مالذي يحدث معهن. و من شدّة ولعهن تجدهن يتأوّهن كأن في الواحدة منهنّ علة او كأنّهن نسين انّهن على الهواء امام الملايين من المستمعين و ليسو على الهاتف مع عشيقهن في آخر ساعات الليل.

الأذن تزني احيانا. و من يستمع الى هذه التأوهات لا يمكن ان تلومه ان اضطربت في مخيّلته الظنون فأصواتهنّ و تأوّهاتهن تجعل "هيفا" تشتعل خجلا.

الجميل في الموضوع انّي اذكر نصيحة احد رفاق "أيّام الشقاوة"  و الذي كان يجزم دائما ان صاحبة الصوت المخملى الحالم على الهاتف تكون في الحقيقة شديدة البشاعة. اضحك اليوم كلّما تذكرت كلماته و انا استمع الى خلاعة هذه او مجون تلك على الهواء مباشرة.

ثم تتبع وصلة التنهّدات و العبرات نصائح المذيع العظيم او المستمعين المتأثرّين و المهتمّين بقضية الفتاة المكروبة و التي تركها زميلها في الإعدادية و انشغل بلعب البلاي ستيشن.

امّا زمن! تتسابق فيه بنات الناس في نشر اعراضهن على الهواء ...