حكي فاضي

مبتكر مصري، يسجّل براءة اختراع يقوم بتجليد المياه في حالة تحطّم السدود!

فكرة عبيطة و متخلّفة لماذا؟ لعدة اسباب، اوّلها، ان الماء الجاري لا يتجلّد حتى في درجات حرارة دون الصفر بكثير. ثانيا، الجليد يطفو على سطح الماء و بالتالي لا يمكن ان يكون عائقا من اي نوع. ثالثا في صحراء مصر اللاهبة، كمية البرودة اللازمة لتبريد نهر النيل العظيم من درجة حرارة 10 سيليزية الى 0 تزيد عن قدرة افريقيا كلّها على انتاج الطاقة! و ربما تزيد عن قدرة العالم بأسره! فتخيّل ان توقف بحيرة ناصر! اكبر بحيرة صناعية في العالم! يعني نهر مضاف اليه مياه بحيرة بحجم بحيرة ناصر!

طبعا لا تحتاج فكرة كهذه عالم فضاء ليبلّغك انّها عبيطة! مع العلم انه يمكن تسجيل براءة هذا الإختراع بكل بساطة! و هذا لا يعني اي شيء ابدا!

مبتكر سعودي، يخترع حاضنة لإنقاذ الطائرات في حالة الهبوط الإضطراري!

فكرة اعبط من الأولى! كأن الطيّار قادر على ايصال الطائرة اصلا في حالة الهبوط الإضطراري! و على فرض ان الطائرة وصلت المطار، فالمناورات اللازمة للطائرة (و الحاضنة) حتّى يلتحما من مستوى مناورات الهبوط على حاملة طائرات في وسط المحيط! و مع هذا، تم تسجييل براءة الإختراع، و "تتفاوض شركة عالمية للحصول عليه". ارحمونا من تخلّفكم رجاء!

طالبان اردنيان يخترعا جهاز لفك شيفرة الشبكات اللاسلكية! (هاكرز) و تقوم "هيئة تنظيم قطاع الأتصالات" باستضافة الطالبين لعرض مشروعهم الذي استغرق 6 اشهر!

احمد الله ان هذا مجال ابحاثي لأتكلّم بكل اريحية طبعا! طبعا استطاع الطلاب خلال 6 اشهر القيام بعمل "شيء" يقوم باختراق الشبكات اللاسلكية! كلام في الهواء طبعا لأنه مثلا اي نوع من الشبكات الذي نتكلّم عنه؟ هذا الكلام ليس اضافات او كماليّات. فيجب على المجلاّت العلمية ايصال الخبر بصيغة كاملة يمكن استيعابها، و تحليلها! امّا مجرّد الكلام في الهواء. فيضر اكثر ما ينفع. و ان كان المقصود هنا هو مجرّد الفخر بالإنجازات العربية. لكنني لا استطيع ان اضع يدي على هذا الإنجاز! فليس له وجود من اصله انّما هي تجربة علمية بسيطة. يستطيع اي شخص يحمل اي شهادة فنّية في الشبكات ان يقلّدها من كتابه الدراسي و بكل بساطة!

القدرة على الإمساك بالرسائل المرسلة على الشبكة و تحليلها من ابسط القدرات التي يتعلّمها الطالب و المتعلّم لشبكات الحاسوب. و اخطار الشبكات اللاسلكية معروفة و موثّقة عالميا. و اهمّها استخدام الشبكات اللاسلكية بدون تشفيير، (و الذي يعد نوع من الجنون). فلا يوجد محلل لأمان الشبكات في العالم الا و يحذّر من اخطار استخدام الشبكات بدون حماية و تشفيير كما ذكرت قبل اكثر من سنتين.

كلّنا نتمنى ان نرى الإبتكارات و الإختراعات العربية تملأ الأسواق، و المجلّات، لكن كي نصل الى هذه الدرجة علينا بالفعل ان نقف وقفة انتقاد لأنفسنا، و اهم من هذا ان نتحدّى المنتج و المخترع في حلبة بحث علمي للوقوع على النتائج التي من المفترض ان تكون جديدة. كما هي الحال في اي اطروحة اكاديمية يتم مناقشتها، و بحثها و الأهم اثبات نتائجها و في النهاية الدفاع عن الفكرة امام لجنة محكّمة لتحصل على الفائدة المرجوة.

لا يخفى على احد ان وضع المؤسسات التربوية العربية في متردّي جدا! و هذا يشمل مراكز الأبحاث و المراكز الأكاديمية. للأسف طبعا. لكن الحل لا يكون في ان نفرح بأي شيء حمل وصمة "براءة اختراع" فلا هي درجة علمية، و لا تعني ابدا انّنا اخترعنا شيئا..