أخبار خالتو فيفي

اذكر خالتي العزيزة و انا طفل صغير كانت تزورنا باستمرار. و تجلب لي الشوكالاته والحلوى.

كانت سيدة فاضلة و متدينة. تعمل مدرسة للغة العربية في احدى مدارس الكويت. كانت تستمتع باختبارنا انا و اخواتي بالقواعد و حفظ القرآن. فقد كانت تحفظ القرآن مع تفسيره و اعرابه و حتى اعراب الغريب من بعض الآيات. و لطالما امضينا الساعات نحل المسابقات القرآنية في شهر رمضان. و الاسئلة العربية الصعبة.

اذكرها في الاعياد عندما كانت تعطيني العيديه الثمينة و اكثر من الجميع. مع انها لم يكن عندها اولاد فلن ترجع لها العيدية لها ابدا.

ذات يوم من ايام الكويت الحارة و انا العب مع الصبيه اتت خالتي و في يدها دراجة حمراء بثلاث عجلات. كم استمتعت فيها و كم لعبت بها حتى بعد ان كبرت عليها.. كانت متعتي و فخري بين الصغار. اعتقد اني كنت اقل من ست سنوات من العمر عندها

اذكر ايضا موقفها عند حرب الخليج، فقد اضطرت عائلتنا الى الانقسام الجزء الاول خرج مع ابي الى عمان. و انا منهم حتي لا اتأخر في الدراسة. والجزء الثاني بقي في الكويت مع اختي الدكتورة والممنوعة من السفر اثناء الحرب. و اختارت خالتي البقاء مع امي و اختي. و ظلوا الى ما بعد التحرير حين سمح لاختي بالسفر

كم احببت زيارتها في بيتها على الدوار السادس  حيث كانت تعيش مع ابناء خالتي الاخرى والملتحقين بالجامعات بعمان. حيث كان اهاليهم مغتربين في قطر. كم استمتعت بالوقت عندها و المنزل الثاني بعيد عن بيتنا. و الطبخات الشهية التي كنت انا و ابناء خالتي نلتهمها... و لم تطلب منا شيئا ابدا

في آخر زيارة لي في عمان كانت تساعد ابناءها من زوجها في مشروعهم العلمي. زراعة الفطر (Oyster Mushrooms) واكلت من انتاجهم بعض المشروم اللذيد. و عملت لي المفتول الذي كانت تشتهر بمهارتها في عمله

لكن لا شيئ يعدل تلك الدراجة الحمراء.. فلن انساها و لن انساكي يا خالتي ابدا

اضرع الى الله العلي القدير ان يعجل بشفاءك و ان يختار لك الافضل. يا الله ان رحمتك وسعت السماوات والارض فلا تبخل عليها بفضلك يا ارحم الراحمين

الى كل من يقرأ هذه الكلمات ارجو ان تشاركني بالدعاء. اللهم اشفيها يا رب