برادة اردنية

معلش، حابب اعتذر في البداية على شغلتين، الأولى سقاعة وجهي لطرح شوية كلام مختص بالأردنيين (لكن الصراحة مش حكر عليهم) ثانيـا كتابتي بالعامّية ... شكلي متأثر بعلاء الأسواني هاي الأيام لكن ما علينا...

ممكن حد يفسّرلي اكمّن شغلة مش داخلي مخّي بالمرة؟ مع انّي -مرّات- بفهم الأشياء لحالي .. و حاصل على الثانوية العامة بتقدير مرتفع (ايّام ما كان التوجيهي بيسوى) .. لكن في اشياء في الأردن تتناقض مع كل شي درسته بالعقل و المنطق و الحجة و البرهان و كل اساليب البحث العلمي.

من زمان و احنا بنسمع ان الأردن دولة فقيرة لا تملك شيء من المصادر الطبيعية و امكاناتها محدودة و بقية اخوات طفران. لكن من غير المعقول ابدا ان دولة فقيرة بكل شيء (من المصادر الطبيعية لحد اخلاق سواقة السيارات) يكون فيها غنى فاحش للدرجة اللي بنشوفها و بنسمع عنها في عبدون و دير غبار و توابعها

بصفتي مغترب، يعني وضعي المادي ماشي حاله .. و قدرت بعد تحويش حطام العمر من شراء بيت مثلا و بعض وسائل الرفاهية في الأردن، لكن نفسي افهم، كيف ممكن انسان، حمار و جاهل و متخلّف لا اله بالتجارة و لا اله بالحشيش (الحشيش عن جد) في سنة او سنتين بعد فشله حتّى في تحصيل التوجيهي او اي شهادة جامعية كيف ممكن لشخص في هذه الفئة انه يكون من اصحاب الملايين! و بدون ارث و لا استثمارات تذكر!

هذا الكلام مش بالهواء، هذا شيء حقيقي وواقع في الأردن، اشخاص و مؤسسات ارباحها و ممتلكاتها بمئات الملايين و لا حسيب و لا رقيب. لكن نفسي افهم شغلة وحدة كيف الحكومة ناسية او متجاهلة هيك ناس. و ليش مبدأ "من اين لك هذا" غير مطبّق؟

يمكن الجواب السهل انه اذا طبّقوا من اين لك هذا، رح تطير رؤوس كبيرة في البلد ... من اعيان و خلافه، و دايما الحرامي الكبير مسنود! لكن صدقا، اذا فكّرنا فيها و حوّلنا جماعة مئات الملايين الى التدقييق، سنكتشف مصدر دخل للحكومة بالمليارات! لن نحتاج لا مساعدات و لا خلافه

انا ما عم احكي تتحول لاشتراكية، لكن من حق الدولة انها تتابع اثريائها و تعرف بالفعل من اين لهم ما لهم. و انا متأكد ان نسبة كبيرة من هذه الأرصدة تأتي بوسائل غير مشروعة!

انا شفت تجّار ناجحين، قدروا يعملوا ملايين! لكن المليارات، و مئات الملايين ريحتها فايحة و اصولها مجهولة... و وراها قصص خفية تحمل في طيّاتها غسيل الأموال و المتاجرة بقوت الشعب.

قبل ما نطبّق اتفاقيات العولمة و توابعها، و نعوّم اسعار الوقود و الخبز، يمكن لازم نفكّر نراقب كبار الأثرياء و نعرف مصادر دخلهم، لأنه في نهاية الأمر .. الدخل المشبوه هو سرقة للناتج القومي مرّتين. الأولى لانه نقص، و الثانية لأن نتائجة تضر المجتمع بشكل عنيف و مستمر لأجيال

هل من مجيب؟